ساوم أحد الأعراب اسكفاياً يدعي حُنَيْن على خفين، وبعد أن أتعبه بجدله انصرف دون أن يشتري الخفين فاغتاظ حُنَيْن الاسكافي وأسرع فسبق الأعرابي في الطريق، وعلق أحد الخفين على شجرة، ثم سار عدة أمتار أخرى وطرح الخف الثاني على طريق الأعرابي، ثم قعد ينتظر متخفياً.
وأتى الأعرابي فرأى الخف المعلق في الشجرة فقال: ما أشبه هذا بخف حُنين، لو كان معه الخف الآخر لأخذته.
ثم سار فرأى الخف الآخر مطروحاً على الأرض، فنزل عن ناقته والتقطه، ثم عاد ليأخذ الخف الأول، فخرج حُنين من مخبأه وأخذ الناقة وهرب.
ورجع الأعرابي إلى قومه فسألوه: "ما الذي جئت به من سفرك؟"
قال: "جئتكم بخُفَيّ حُنَيْن!"
وهكذا أصبحت هذه العبارة مثلاً لمن يعود خائباً من مهمة ما.
..........................
كان أحد الأعراب يصلي، فأخذ بعض الموجودين في المسجد يمدحون تقواه وورعه، فقطع صلاته وقال لهم: "وفوق ذلك أنا صائم!"
..........................
روى الأصمعي أن أعرابياً سأل عن حال أحد الرجال فقيل له: "إنه أحمق مرزوق"
فقال: "ذاك والله الرجل الكامل!"
..........................
ولّى أحد الأمراء أعرابياً على ولاية، فخانه وغش في المال، فعزله الأمير واستدعاه إليه وقال له: "يا عدو الله، أكلت مال الله!"
فقال الأعرابي: "ومال من آكل إذا لم آكل مال الله؟ إني والله راودت إبليس أن يعطيني فلساً واحداً فما فعل!"
..........................
ادعى أعرابي النبوة في زمن المهدي، فاعتقله الجنود وساقوه إلى المهدي فقال له: "أنت نبي؟"
قال: "نعم"
قال المهدي: "إلى من بُعثت؟"
قال الأعرابي: "أوتركتموني أبعث إلى أحد؟ بُعثت في الصباح واعتقلتموني في المساء!"
..........................
أراد أعرابي أن يشتري حماراً، فقال لبائع الدواب: "أريد حماراً ليس بالصغير المحتقر ولا بالكبير المشتهر، إذا خلا له الطريق تدفق وإذا كثر الزحام ترفق، وإن أقللت علفه صبر وإن أكثرته شكر، وإذا ركبته هام وإن ركبه غير نام!
فقال له البائع: "يا عبد الله اصبر، فإذا مسخ الله قاضي بلدتنا حماراً بعتك إياه!"
..........................
رأى أعرابي مرآة ملقاة في المخلفات، فنظر إلى وجهه فيها، فلم يعجبه، فألقاها مرة أخرى وقال: "لو كانت فيك منفعة ما رماك أصحابك!